) فكرة مشروع ليلة إصلاح ذات البين(
يعيش الإنسان في هذه الدنيا تقلبات كثيرة بين الخير والشر وقد أخطأ في حياته على كثير من الناس ، وبين وقت وآخر يرى ويسمع عن موت قريب أو صديق وهو يتقطع ألماً ويتمنى لو تسامح منه قبل أن يموت وكذلك شعوره بالموت ودنو أجله ويخشى لقاء الله عز وجل والقصاص منه يوم الدين فيحتار كيف السبيل فعندما يتذكر من "أخطأ في حقهم أو أكل مالهم أو أخطأ في عرضهم أو أغتابهم أو استهزأ وسخر منهم أو كذب عليهم أو قذفهم أو سلبهم شيء من حقوقهم وخصوصياتهم" فهو لا يستطيع أن يحصيهم أو يتذكر كل أخطاؤه معهم كي يتسامح منهم وقد لا يستطيع مصارحتهم بذلك وقد يتضايق منه الآخرون حين يصارحهم فكثير من الناس مع مرور الوقت يغفل عن إبراء الذمة من هؤلاء الناس ولا يعلم ماذا يصنع ، وقد يدعو لهم في ظهر الغيب وقد يتصدق عنهم ولكن لا يعلم من هم خصومه يوم القيامة بسبب مرور الوقت والزمان وظروف الحياة التي قد أنسته مابين غفلته واستيقاظه وبين إسرافه وتفريطه وتوبته ، وأمر إبراء الذمة قد يكون فيه حرج بين الناس عندما يريدون أن يتصارحون لأن بعض الأمور سوف يفتح الشيطان بينهم مشاكل جديدة هي أكبر مما أرادوا الخلاص منه ، وقد يخطر في بال كثير من الناس بل ويتمنون أن يجتمعون على صعيد واحد يتسامحون فيه من بعضهم البعض دون فتح باب المسائلة والنقاش عما يتسامحون منه وسوف يتشجعون ويصرون على أن يطهروا قلوبهم ليغفر الله لهم ويعود وصالهم وتبرأ ذماتهم ويزيد أنسهم نسأل الله أن يوفق المسلمين وأن يجمعهم على الحق .
ومن الأمور التي تؤثر في العلاقات قطيعة الرحم بسبب خصومات وسوء فهم بين الأطراف أو الانشغال في أمور الحياة والتي تسبب في بداية الأمر فتور في التواصل بين الناس ثم الجفاء ثم القطيعة بحجة أن هذه الأمور سوف تنجلي وتترك دون حلول .
وهذه الأمور تحتاج إلى تنسيق أو ترتيب يقوم به متطوعين يتسامحون مع الناس ويكسبون أجر هؤلاء الخصوم جميعاً فأتت هذه الفكرة لعلها تنفع المسلمين في هذا الشأن وأن لا يحرمنا وإياكم الأجر .
التعريف بهذا المشروع وأهدافه :
هذا المشروع هو عبارة عن ليلة وأمسية من أمسيات الصالحين يعدها وينسقها مجموعة من الدعاة وطلبة العلم بهدف إصلاح ذات البين وأن يتصدق الناس بعضهم على بعض بالتسامح فيما بينهم ويتم تنسيق هذه الدعوة لمجموعة معينة من الناس سواء أفراد أسرة أو عائلة كبيرة أو قبيلة أو عشيرة أو جيران الحي ، يستفتح هذا اللقاء بذكر الله عز وجل ومحاضرة عن فضل إصلاح ذات البين والتسامح بين المسلمين وإبراء الذمة قبل الموت مع شرح مناسبة هذا اللقاء ، ويمكن عمل وليمة طعام أو وجبات خفيفة للحضور ، ويختم اللقاء بعمل مجموعة من الجوائز والمسابقات من باب إدخال الفرح والسرور على الحضور .
والهدف باختصار هو التسامح بين الخصوم قبل لقاء الله عز وجل وتنقية النفوس من شوائب الخصام والقطيعة بكل أشكالها ولمّ الشمل بين الأخوة والأسرة والعائلة ، ولم شمل الأصحاب والأصدقاء والجيران وكل من أوقع الشيطان بينهم خصومة أو قطيعة .
محاور وتجهيز هذا اللقاء :
1- الإعداد الجيد لترتيبات هذه الدعوة والأمسية عن طريق طلبة العلم والدعاة وأعيان هذا الجمع .
2- أن تكون الدعوة شاملة للرجال والنساء والأبناء والأطفال والحرص على حضور الجميع .
3- التبكير في الدعوة والإعلان عن هذا اللقاء وتوضيح بعض أهدافه للمدعوين عن طريق كروت دعوة أو اتصالات ورسائل الجوال .
4- الاستفادة من الإجازات والعطل الرسمية لهذا اللقاء لتفرغ الجميع والإعداد المبكر والانتظار المشوق للمعنيين وأصحاب الشأن .
5- عمل محاضرة عند اللقاء وذكر أهدافه وفوائده وأجر إصلاح ذات البين وإبراء الذمة قبل الموت .
6- يبلغ المدعوين أو الحضور بأن أي شخص يحضر فحضوره بنية أنه سيعفو ويصفح عن الحاضرين والغائبين عن كل ما صدر منهم سواء يعلم شيء مما صدر منهم أو لا يعلم وهو أيضاً يطلب منهم العفو والصفح عما يعلمون عنه وعما لا يعلمون ، وأن يكون هناك في نهاية المحاضرة مصافحه بين الحضور وأن يجهر من يقود هذا اللقاء أو غيره بالمسامحه والتسامح حتى يتشجع الآخرون وينتقل العفو من شخص إلى آخر وتطهر القلوب وتنجلي الضغائن وبإذن الله يغفر الله لنا ولهم .
7- التنسيق يكون شامل لدى قسم الرجال وقسم النساء بحيث أن أي شخص يعفو ويصفح فإن عفوه للرجال والنساء أي حتى عوائلهم وأبنائهم وكذلك يصفح عنه الرجال والنساء وأبنائهم ، وفي قسم النساء تقوم إحدى الأخوات بالموعظة والتبليغ بأن يسامحوا جميع الحضور في هذا اللقاء من رجال ونساء وأبناء وما يدور في قسم الرجال هو نفسه ما يقوم في قسم النساء فالكل معني بالتسامح والعفو وإصلاح ذات البين .
8- عدم فتح أي مشكلة قديمة ومعلقة بين خصمين ولم تنتهي بل الشروع الفوري في طلب التسامح والتنازلات بينهم وبين الجميع .
9- استثناء الأمور المادية التي لم يتنازل عنها أحد مع الطلب منهم في التسامح بينهم ومساعدة بعضهم البعض حتى انقضاء الدين لتطهير قلوبهم ومسح ضغائنهم المترسبة مع السنين ويتم تسديد الدين بينهم مع كل يسر ومحبه .
10- الطلب من الحضور حين يفترقون من هذا المجلس وهذه المناسبة أن يتعاهد المسلم نفسه بأن يتصدق على أخيه المسلم بالمسامحة من وقت إلى آخر وأن لا يكون في قلبه حقد أو غل أو حسد على أحدٍ طيلة حياته وأن يموت على ذلك .
11- أن يسامح المسلم في ظهر الغيب إخوانه المسلمين الذين لم تساعدهم ظروفهم للحضور في هذه المناسبة وأن يدعو لهم بخير ويبلغهم ذلك وأن يبادلوه نفس العفو والتسامح بينهم .
12- تسجيل أسماء الأسر أو الأشخاص الذين تغيبوا لعذر أو غيره ولم يتسنى لهم الحضور وتبليغهم في مقابلات قادمة أو الطلب منهم مسامحة الجميع فور الاتصال وتبليغ المجتمعين بذلك والتسامح من قبل جميع الأطراف .
13- عمل برنامج وجدول أعمال للتواصل من وقت إلى آخر باستخدام جميع أنواع ووسائل التواصل بينهم مع مراعاة ظروف ومشاغل الناس ، وعلى الحب والوفاء يفترق الأحبة ويلتقون .
ملاحظة : هناك كثير من المناسبات والمنتديات واللقاءات يجتمع فيها الناس لمعالجة كثير من الأمور الشائكة على الصعيد الديني والأسري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي ولا تتعارض مع ديننا الحنيف وتتم بحمد الله بحلول ترضي جميع الأطراف ، فهذه الفكرة هي شبيهة بهذه اللقاءات الاجتماعية البناءة وبالله التوفيق .
( اجتهاد فردي – جمعية إصلاح ذات البين )
**************************************************************************
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق