16‏/03‏/2012

1- فكرة مشروع الغارمين

)  فـكـرة مـشـروع الـغـارمـيـن (

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ، هذا مشروع من مشاريع الخير أطلق عليه أسم "مشروع الغارمين" وهو أحد مصارف الزكاة الثمانية التي نصت عليها الآية الكريمة :

والغارمين هم من أثقلتهم الديون بسبب حاجتهم الماسة للعيش والحياة الكريمة أو بسبب دين غير مقصود كالحوادث والكوارث والأمراض التي قدرها الله عز وجل وقد تجده لا يستطيع سداد هذا الدين بسبب الفقر أو قلة ذات اليد وفي نهاية المطاف إن لم يستطع دفع ما عليه من ديون فمصيره إلى السجن ويتبدَّل اسمه من غارم إلى سجين ، ومن ستر الله على عباده أسماهم الغارمين وليس المساجين .

فما حالهم في السجون وما حال نسائهم وأطفالهم وكيف هي حياتهم وما هي آلامهم وكيف يكون شتات الأسرة من بعدهم ، ومن المعلوم أن من أهم أسباب الفقر والدين هو عدم التزام الكثير من المسلمين في دفع الزكاة التي هي المخرج الوحيد والشامل لحل مشاكل جميع المسلمين وعلى جميع طبقاتهم .

والغارم إذا دخل السجن أصبح فقير ومسكين وغارم وهذا سبب تراكم وتدهور حالته المادية والصحية والنفسية فكيف نستطيع أن نساعد هذا المسلم حتى يعود إلى أهله سالماً غانماً وتعود البسمة عليه وعلى أهله وأطفاله وحياته ؟

نحن نحمد الله على هذا البلد الكريم المعطاء وعلى جهوده في تحمل ديون الكثير من المعسرين وتفريج كرباتهم بفضل الله عز وجل في جميع أنحاء العالم وليس فقط في مجال السجناء أو الغارمين بل حتى المنكوبين في دول العالم بسبب الزلازل والحروب والكوارث ، والكل يشكر هذه الجهود الجبارة التي سخرها الله في خدمة المسلمين والشكر أيضاً موصول إلى جميع الجمعيات الخيرية وأهل البر والخير الذين يعملون جاهدين في خدمة ومساعدة المسلمين في الداخل والخارج يبتغون الأجر والمثوبة من الله عز وجل وهذا الرباط والجهاد بين المسلمين لا يمنع أن يشارك فيه الصغير والكبير لخدمة المسلمين وتعاونهم على البر والتقوى ، ومن هذا الباب أتقدم بهذه الفكرة المتواضعة للغارمين لعلها تنفع أكبر قدر من المسلمين أو يستنبط منها فكرة تسد بها ثغرة من الثغرات .

والفكرة كالتالي :
1- الفكرة في مضمونها هو التكافل الاجتماعي والدولة حفظها الله تدعم جميع مشاريع التكافل الاجتماعي وبالذات إذا كان يلمس المواطن ، فالمطلوب أن تتبناها إحدى المؤسسات أو الجمعيات الخيرية سـواء مـن جمعية كبيرة ومعروفة أو نشطة أو عادية فهي ليست حكراً على أحد فكلاً يدلو بدلوه وعلى هذه المؤسسة الخيرية الاستفادة من أكبر كم من القنوات الفضائية الدينية ووسائل الاتصالات كالانترنت وشركات الجوال في ترويج هذه الفكرة .

2- التنسيق مع إدارة السجون والإصلاحيات وطرح الفكرة عليهم وعمل إحصاء للغارمين وتحديد مبلغ معين مثلاُ من 2000 إلى 100,000 ريال يكون المبلغ المسموح به في مشروع الغارمين لتسديده عن طريق المتبرعين , وذلك حسب دراسة المؤسسة لحالة الغرم وهو قابل للزيادة والنقصان .

3- طريقة استقبال التبرعات للغارمين وهي أساس الفكرة وتكون كالتالي :
أولاً : التنسيق مع قنوات فضائية متعاونة بوضع شريط رسائل نصية أسفل الشاشة خاص بالغارمين توضح فيه الفكرة والمؤسسة الخيرية التي تبنت الفكرة وطريقة استقبال التبرع ويكون هذا الشريط له وقت محدد في القناة أو دائم على حسب تقبل القناة والتنسيق معها ويوزع على أكثر من قناة وذلك حسب نشاط المؤسسة .

ثانياً : تحدد المؤسسة عشر مجموعات مثلاُ في كل مجموعة عدد معين من الغارمين بمبالغ  محددة ، وتضع رمز أو رقم معين للسجين بدل أسمه ، واسم المنطقة وكمية الدين الذي عليه ، وتكون المجموعات مقسمة مثلاُ كالآتي :
مجموعة  ( أ )  للدين من 1000 إلى 5000 ريال
مجموعة ( ب ) للدين من 5000 إلى 10,000 ريال
مجموعة ( ج ) للدين من 10,000 إلى 15,000 ريال  ........  وهكذا لبقية المجموعات

وطريقة ترميز السجين كالآتي :
مثال : يوجد سجين في مدينة الرياض أسمه محمد احمد ودينه 3000 ريال فهذا يدخل في المجموعة (أ) فيتم ترميز اسمه برقم سواء رقمه كنزيل في السجن أو رقم عن طريق المؤسسة الخيرية على حسب تنسيقها ويكتب على شريط الغارمين في القناة بهذه الطريقة : ( أ ) الغارم رقم 99 الرياض 3000 ريال

ثالثاً : تقوم المؤسسة الخيرية بالتنسيق مع جميع شركات الاتصالات الموجودة لدينا في المملكة عن كيفية استقبال التبرعات وهي طريقة سهله جداً حيث يكون هناك رقم خاص للغارمين في كل شركة ويرسل المتبرع المشاهد من منزله عند قراءة شريط الرسائل النصية الخاص بالغارمين رسالة SMS يقدر لها قيمة 10 ريال تضاف على الفاتورة ويتم خصمها لصالح المؤسسة بعد سداد الفاتورة أو تخصم من الرصيد إذا كان الجوال غير مفوتر .
مثال : شركة الاتصالات السعودية   811111  
         شركة اتحاد الاتصالات        822222
         شركة زين للاتصالات         833333 

بمعنى إذا كان جوال المتبرع تابع لشركة الاتصالات السعودية يقوم بإرسال رسالة إلى 811111  يكتب فيها : ( أ ) الغارم رقم 99 الرياض 3000 ريال ، وبإمكانه إرسال أكثر من رسالة حسب رغبته في مبلغ التبرع الذي يود التبرع به عن أي غارم .

رابعاً : فتح حسابات برقم موحد لدى جميع البنوك في المملكة باسم المؤسسة الخيرية لدعم الغارمين لمن يرغب في تسديد مبلغ اكبر أو ربما المبلغ كاملاً ، والحمد لله التحويل الآن ميسر عن طريق الصراف الآلي أو عن طريق الهاتف والإنترنت .

خامساً : الرسالة الشاملة : وهو أن تقوم المؤسسة بإرسال رسالة شاملة على أكبر عدد ممكن من الناس  في جميع أنحاء المملكة عن طريق جميع شركات الاتصالات يكون فيها الآتي :
1- الحث للتبرع لإخواننا الغارمين في السجون بإرسال رسالة فارغة على أرقام شركات الاتصالات ويتم توضيح مبلغ الرسالة ... مثلاً قيمة الرسالة للتبرع عشرة ريالات تضاف في الفاتورة أو تخصم من الرصيد إذا كان الجوال بطاقة شحن .
2- ترسل الرسالة كل شهر مرة أو مرتين وتكثف الرسائل في مواسم الخير كشهر رمضان والأعياد والحج ويوم الاثنين والخميس والجمعة .
3- يكون ريع هذه الرسالة والتبرعات عائد للمبالغ الكبيرة التي لم تنشر وأيضاً سد العجز لبعض أصحاب المبالغ القليلة التي لم يكتمل سداد دينه عن طريق الرسائل الخاصة بشريط الرسائل النصية للغارمين في القنوات الفضائية .

4- عندما يتم سداد احد الغارمين وكان هناك فائض في المبلغ فهو يضاف إلى رصيد الرسالة الشاملة أو رصيد معين تختاره المؤسسة لفك دين معين أو إلى الرصيد العام .

سادساً : أن يكون هناك حملة دعائية كبيرة مستمرة لهذا المشروع في جميع وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وتقوم هذه القنوات باستضافة العلماء والدعاة للحديث عن فضل الزكاة وتفريج الكربات والتعريف بالغارمين ، لجهل كثير من الناس عن هذا المعنى ، وأيضاً تقوم المؤسسة الخيرية بتقارير مستمرة تقدم للقناة يوضح فيها مدى تفاعل أهل الخير مع المشروع وعدد النزلاء الذين استفادوا من هذا المشروع وأفرج عنهم وأن يكون لدينا استضافة على القناة لبعض هؤلاء المستفيدين من المشروع قبل وبعد سداد دينه ليزيد لدينا التفاعل والتعاون والعـطاء .

وفي ختام هذا المشروع : فالمؤسسة لها الخيار والتعديل في هذا المشروع حسب خبرتها في مجال البر وحسب ظروفها فبإمكانها أن تلغي وتعدل ما تشاء وان تضيف لمن عليه دية مع الغارمين ، وتـسـتطيع إذا صعبت عليهم فكرة الترميز لكل غارم أن تجعلها رسالة واحدة باسم الغارمين وبقيمة عشرة ريال ويتم جمع المبلغ وترتيب الغارمين حسب الأولوية والأقدمية ويتم تسديد أي غارم يكتمل غرمه بحسب ما تراه المؤسسة ، وأيضا إذا نجحت الفكرة فبإمكان المؤسسة نشرها إلى مؤسسات خيرية أخرى والى دول مجاورة ودول إسلامية لينتفع بها أكبر عدد من المسلمين .

وإذا كانت المؤسسة شاملة في أعمال البر فهي تستطيع أن تنسق مع شركات الاتصالات في استقبال رسائل المتبرعين على نفس شريط الغارمين  لتنويع التبرعات برسالة فارغة أو يكتب فيها نوع التبرع بقيمة عشرة ريال أو اقل أو أكثر لبناء المساجد وبنفس القيمة لحفر الآبار وبناء دور لتحفيظ القرآن وكفالة الأيتام  وجميع أعمال الخير والصدقات وبالله التوفيق .

( الجمعيات الخيرية )
**************************************************************************
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين

هناك تعليق واحد: